في قلب جبال الأطلس الكبير بالمغرب على بعد حوالي ثمانين كيلومترا من مدينة أكادير ، يقع أكبر منحل تقليدي في العالم
على ارتفاع ألف متر فوق سطح البحر، أنشئ سنة 1850 منحل "إنزركي" كما يُـطلق عليه ، وهي تسمية بربرية لا أعرف معناها ولكنها تنسب الى اسم احدى البلدات المجاورة للمنحل
تم بناؤه بواسطة الطين اللبن وأخشاب وعيدان الأشجار المتواجدة بالمنطقة ، وهو يضم حوالي 300 مسكنا من مساكن النحل
وكل مسكن أو مربع من هذه المربعات توجد به ما بين خمسة عشر وعشرين خلية
تمتاز المنطقة بتنوع وغنى الغطاء النباتي ، حيث نجد مساحات شاسعة من أشجار اللوز والنخيل والأرغان والعرعر والأكاسيا و البلوط والخروب والبرتقال وشجيرات الخزامى والتين الشوكي وأنواع مختلفة من الزعتر... والعديد من الأعشاب البرية
مما يجعل منها المرتع الخصب والمرعى الوفير للنحل الذي -حسبما يروي- سكان المنطقة انه من كثرة أعداده في السنوات الماضية كان طنينه يسمع على بعد كيلومترات !
ينتج هذا المنحل سنويا ما لا يقل عن 25.000 ليترا من العسل بمختلف أنواعه وهي كمية ما فتئت تتناقص بسبب تناقص أعداد النحل من جهة ، ومن جهة أخرى فانها تتأثر سلبا أو ايجابا بنسبة التساقطات المطرية التي تعرفها المنطقة
يقوم باستغلال هذا المحصول جميع سكان القرى والبلدات الصغيرة المجاورة وهي في مجموعها ثمان بلدات
أنشأت مؤخرا فيما بينها تعاونية فلاحية لتقنين استغلال محصول المنحل وكذا للحفاظ عليه وتنميته وتطويره
وكان هذا المنحل قد تضرر في التسعينات بسبب الفيضانات التي شهدتها المنطقة فانهار جزء منه ؛ لكن سنة 2006 أعيد ترميمه بناء على المواصفات التقليدية والتراثية التي شيد بها أول مرة من طرف الأجداد
و ذلك بمساندة ودعم عدد من الهيئات والمنظمات العالمية التي تعنى بالسياحة الريفية ، ومن بينها منظمة اليونيسكو
ومن يومها الى الآن استعاد المنحل نسبيا نشاطه في انتاج العسل خاصة بعد أن انتعش الغطاء النباتي بالمنطقة بفضل تعاقب مواسم شتوية ماطرة في السنوات الأخيرة
ويقدر عدد الخلايا المنتجة حاليا بهذا المنحل بــ 4000 خلية تستعمرها حوالي 150 مليون نحلة
تعليق