منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

الحرية في الإسلام ﴿1﴾

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • engalaraby
    زراعي جديد
    • Jun 2012
    • 9

    الحرية في الإسلام ﴿1﴾

    ﴿ الحرية في الاسلام ﴾

    أما بعد :
    فقد فتح الله أرض مصر وطننا الحبيب فتحها لدينه للاسلام عام 20 هـ في عصر الخليفة عمر بن الخطاب وكانت قبل الفتح الإسلامي أرضاً محتلة يحتلها الروم , ويذكر التاريخ أنّ شعب مصر كانوا عونا للمسلمين ضد الروم .... وعندما توجه عمرو بن العاص قائد الجيش الإسلامي إلي الأسكندرية كان رؤوس القبط في مصر معه يمهدون له الطرق ويقيمون له الجسور .
    ومنذ ذلك الوقت والناس جميعاً علي أرض مصر يعيشون في أمن وسلام يستظلون في ظلال شرع الإسلام , كله رحمة , وكله عدل
    حدث مرة أن سابق شاب مصري ابن حاكم مصر فسبقه المصري فضربه ابن الحاكم وهو عمرو بن العاص ضربه بسوطه قائلا : أتسبقني وأنا ابن الأكرمين ؟ غضب والد الشّاب المصري وأخذ ابنه متوجهاً إلي المدينة المنورة حيث وضع مظلمته أمام أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب , أرسل عمر بن الخطاب إلي حاكم مصر رسالة مقتضبة : إذا وصلك خطابي فاحضر إلّي وابنك معك .... وكانت المحاكمة استوثق عمر من صحة الواقعة فأخذ السوط وناوله للشاب المصري وهو يقول : إضرب ابن الأكرمين , فأخذ الشاب السوط وضرب ابن حاكم مصر كما ضربه وناول السوط للخليفة فقال عمر أدرها علي صلعة عمرو وقال : ( متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار؟ )﴿[1]
    كلمات سجلها الزمان في أنصع صفحات تاريخ البشرية بأحرف من نور , وهي تعبر عن نظرة الإسلام إلي الإنسان ...... والإنسان في شرع الإسلام مخلوق مكرم كرمّه الله وفضّله علي كثير من خلقه قال في كتابه العزيز : ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء : 70] خلقه في أحسن تقويم فقال : ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين : 4] وسخر له الكون كله فقال : ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة : 29] .
    وخليفة المسلمين كان يعلن نظرة الإسلام إلي الإنسان فالحرية عنوان كرامته ومظهر تفضيل الله له وحق من حقوق أي إنسان قرره الإسلام وكفله
    وكانت حرية الفرد دعامة أساسية في كل ما سّنه الإسلام من عقائد ونظم وتشريع وأطلق شرع الإسلام هذا الحق بلا تقييد لكل فرد إلا إذا أضرت بالصالح العام أو نالت من حرية الأخرين , ولو ضربنا مثلاً بالحرية المدنية وهي ما تسمي بأهلية التصرف : فكل فرد من دولة الإسلام مهما كانت عقيدته أو جنسه أو لونه كل إنسان أهل في نظر لإجراء العقود وتحمل الإلتزامات وتملك العقارات والمنقولات والتصرف فيما يمتلك ( يبيع – يهدي – يوصي - ......... )
    منح تشريع الإسلام هذا الحق لجميع الأفراد ولم يستثني من ذلك إلا الصبي والمجنون والسفيه " وهو الذي يبذّر ماله ويبدده " علماً بأن الإمام الحنفي خالف جمهور الفقهاء ولم ير الحجر علي السفيه لأن الضرر الذي يتسبب علي الحجر عليه وهو إهدار آدميته التي كرّمها الله وتقييد حريته التي كفلها الإسلام . هذا الضرر عند الأحناف أكثر وأكبر من الضرر الذي يتسبب من تبذيره في النفقات وتبديد المال
    تأمّل أخي الحبيب هل هناك تشريع أعظم من الإسلام تقدير اً لكرامة الإنسان وحفظاً لحقوقه ؟ . إن اليقين أنّ أي عداء لنظم وشرع الإسلام هو جهل كبير بهذا الدين العظيم .
    ولننظر إلي أمر آخر : " المرأة في الإسلام " لها شخصيتها المستقلة تماما حتي ولو كانت متزوجة , من حقها أن تدير أموالها وتستثمرها وتتصرف فيها بحرية كاملة رغم أنّ الرجال قوّامون علي النساء إنما هي قوامة تكليف لا تسلط .... وهذا علي عكس حالها في معظم المجتمعات الغربية الغير سليمة فإن المرأة إذا تزوجت فقذت حتي إسمها وأصبحت تنسب إلي أسرة زوجها .
    في الإسلام أخي الحبيب لا يتفاضل الناس إلا بالتقوي قال تعالي : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات : 13] وعن النبي أنه قال في خطبة الوداع : ﴿ كلكم لأدم وأدم من تراب ﴾﴿[2] وهذا الفضل بين العبد وربه لا يتأثر به شئ فلا يُخص بنصيب زائد أو يخفف عنه تكليف فلو أن أبو بكر وعمر ولا خلاف علي تقواهم .. لو أنه إدعي علي أدني الناس وأفسقهم درهما واحدا لا يقضي باستحقاقه إلا بشهادة عادلة .
    رأي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب درعة المفقودة مع رجل يهودي فطلبها فجحد فخاصمه إلي القاضي شريح قال علي : الدرع درعي لم أبع ولم أهب فقال القاضي : ما قولك يارجل ؟ فقال اليهودي : الدرع درعي وأمير المؤمنين ليس عنده بينة فقال القاضي لعلي : هل من بينة لك عليه ؟ فضحك خليفة المسلمين وهو يقول : أصاب شريح مالي بينة فقضي القاضي بالدرع لليهودي فأخذها وانصرف وخليفة المسلمين ينظر إليه " ﴿[3]
    والزمان يُسجّل عظمة الإسلام عظمة شرع الإسلام ...
    وتكملة الأثر - فإن اليهودي رجع وهو يقول في المحكمة : أشهد أن هذه أحكام أنبياء الدرع درع أمير المؤمنين سقط من جمله ... وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقال علي : أما وقد أسلمت فهي لك .
    ولنأخذ مثلاً آخر من الحريات المكفولة للإنسان في الإسلام : حرية الإقامة والتنقل فكل فرد أيا كان وضعه واعتقاده له الحق أن يُقيم حيث شاء كيف شاء وينتقل إلي حيث شاء طلبا للرزق أو للسياحة في الأرض دون قيد علي حريته أو تضييق عليه قال سبحانه : ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك : 15] وقال : ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل : 20] وأمّن للمسافرين الطرق واعتبر الذي يقطع علي الناس طرقهم ويخيفهم ويرعبهم وينهب أموالهم وأمتعتهم ويهدر أرواحهم اعتبره محارباً لله ورسوله ومفسداً في الأرض وقرر له أشد العقوبات في الدنيا وتوعده بأعظم العذابفي الأخرة تأمل قول ربك ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة : 33] .
    وانظر معي أخي المسلم كيف كفل شرع الإسلام العظيم لكل إنسان كامل الحرية في بيته وعظّم حرمة البيوت وصانها فلا يحق لأحد أن يدخل بيتاً غير بيته إلا إذا أذن له أصحاب البيت قال تعالي : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۞ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [النور : 27 – 28 ] وليس لأحد أن يتلصص علي أحد أو يتجسس عليه ولو نظر أحد خلسة من خلال باب غيره ففقأ عينه فهي مهدرة لا شئ فيها أهدرها صاحبها .
    وللحديث بقية إن شاء الله


    [1] . يذكر ابن عبد الحكم أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب ، فقال له: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم. قال: عذت معاذًا. قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه هو وابنه، فقدما، فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب. فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه. ثم قال عمر للمصري: ضع على صلعة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني، وقد اشتفيت منه. فقال عمر لعمرو: مُذ كَمْ تعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟! قال: يا أمير المؤمنين، لم أعلم ولم يأتني.


    [2] . روى الإمام البيهقي، من حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب في خُطبة الوداع، في أوسط أيام التشرق، فقال: "يا أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى" وفي حديث آخر: رواه أبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي: " ﴿الناس بنو آدم وآدم من تراب﴾﴿ المصدرhttp://www.qaradawi.net/component/co...234.html#_ftn2

    [3] . قال أبو نعيم - رحمه الله - في الحلية (4/139) حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث (ح [1]) وحدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عون السيرافي المقري ، قالا : ثنا أحمد بن المقدام ، ثنا حكيم بن خذام أبو سمير ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، عن أبيه ، قال : وجد علي بن أبي طالب درعاً له عند يهودي التقطها فعرفها فقال : درعي سقطت عن جمل لي أورق . فقال اليهودي . درعي وفي يدي ، ثم قال له اليهودي : بيني وبينك قاضي المسلمين ، فأتوا شريحاً ، فلما رأى علياً قد أقبل تحرف عن موضعه وجلس علي فيه ثم قال علي : لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس ، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تساووهم في المجلس وألجئوهم إلى أضيق الطرق ، فإن سبوكم فاضربوهم وإن ضربوكم
    فاقتلوهم . ثم قال شريح : ما تشاء يا أمير المؤمنين ؟ قال : درعي سقطت عن جمل أورق ، والتقطها هذا اليهودي . فقال شريح ما تقول يا يهودي ؟ قال درعي وفي يدي . فقال شريح : صدقت والله يا أمير المؤمنين . إنها لدرعك ولكن لابد من شاهدين ، فدعى قنبراً مولاه والحسن بن علي وشهدا : إنهما لدرعه . فقال شريح : أما شهادة مولاك فقد أجزناها ، أما شهادة ابنك لك فلا نجيزها . فقال علي : ثكلتك أمك ، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . قال اللهم نعم . قال : أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة ؟ والله لأوجهنك إلى ( بانقيا ) [2] تقضي بين أهلها أربعين يوماً ثم قال لليهودي : خذ درعك . فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين ، فقضى عليه ورضي ، صدقت -والله- يا أمير المؤمنين إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فوهبها له علي ، وأجازه بتسعمائة ، وقتل معه يوم صفين . السياق لمحمد بن عون ، وقال عبد الله بن سليمان فقال علي : الدرع لك ، وهذا الفرس لك ، وفرض له في تسعمائة ثم لم يزل معه حتى قتل يوم صفين . ( غريب من حديث الأعمش عن إبراهيم ، تفرد به حكيم ورواه أولاد شريح عنه عن علي نحوه .
  • سُلاف
    مشرفة المواضيع الإسلامية
    من مؤسسين الموقع
    • Mar 2009
    • 10535

    #2


    جزاك الله خيرا أخي العربي

    الحريات الفردية والعامة في الاسلام مكفولة ومحددة ولم يتركها الشارع لأهواء البشر
    بل حددها وأحاط بكل جزئياتها و فتح باب الاستنباط والاستدلال واسعا اما الفقهاء حتى يشرعوا في كل جزئية لم يرد فيها نص صريح مباشر ...

    كل هذا لا غبار عليه وانما المشكل الحقيقي عند المسلمين هو في التطبيق وفي الالتزام بنصوص واحكام الشرع
    والكثير منا تجده يلهث وراء المفهوم الغربي للحرية بالدساتير الحديثة متغاظيا عن المفهوم المؤصل لها والذي هو منزل من عند الخالق عز وجل
    فكيف نقارن او نفاضل بين ما هو من عند البشر وما هو من عند الله { الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }

    شكرا لك أخي الكريم وبانتظار التكملة والمزيد من الإفادة



    تعليق

    مواضيع شائعة

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    جاري المعالجة..
    X