أدت العديد من الأسباب المختلفة الى تشويه صورة الاسلام والمسلمين في الغرب والى تنامي تيارات فكرية وسياسية معادية لكل ما يمت للاسلام بصلة ، خاصة بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة معتنقي الإسلام في السنوات الأخيرة بأوروبا
ولعل المسلمين أنفسهم يتحملون النصيب الأكبر من مسؤولية اتخاذ الغرب لهذه الصورة المشوهة عن الإسلام او خلق ما يسمى بالاسلاموفوبيا
و مؤخرا انتهجت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في عدد من الدول الاوروبية سياسة معادية للاسلام والمسلمين تقوم على التحريض والتخويف من اصحاب هذا الدين الذي يتلخص عندهم في كلمة واحدة وهي : الإرهــــــــاب
وعيا بكل هذا قامت بعض الجهات الاسلامية متمثلة في منظمة الاتحاد الإسلامي وبعض الهيئات الأخرى بكل من ألمانيا والنمسا باطلاق مبادرة جميلة حاولوا من خلالها تقريب صورة المسلم الحقيقي من عقول الأوروبيين و من رؤيتهم عن الاسلام
فقاموا بطلب استغلال بعض اللافتات الإعلانية بأهم شوارع البلدين وعند محطات المترو والحافلات لكتابة بعض الأحاديث النبوية المختارة و المتفرقة والتي من شأنها أن تعطي ولو فكرة بسيطة جدا عما يدعو اليه نبي الاسلام الذي طالما تعرضت سيرته لابشع صور التشويه والاستهزاء والسخرية ...
هي مجموعة من الأحاديث مختارة من عدة مجالات ركزت بالخصوص على جانب التسامح والمحبة بين الناس والمعاملات الاجتماعية ...
ولعل أشهر حديث أصبح يحفظه عن ظهر قلب سكان النمسا هو حديث : تبسمك في وجه أخيك صدقة
كذلك نجد أحاديث أخرى مثل : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ...
و من أكثر ما يثير الاستغراب والغبطة معا هو ما قامت به احدى شركات المياه المعدنية الأسترالية من تزيين للقنينات ببطاقات كتب عليها الحديث النبوي الشريف الذي ينهى عن الاسراف في الماء اثناء الوضوء ولو كنت على نهر جار
كل هذه المبادرات الجميلة قد تصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تراكمت لعقود من الزمن بعقول الغربيين عن الاسلام والمسلمين مهما كانت أسبابها
والتي آن الأوان كي نصححها ونقومها بأن نقدم نحن أنفسنا الصورة الحقيقة للمسلم الملتزم بتعاليم دينه السمحة والتي لا تفرق بين هذا اللون او ذاك ولا هذا العرق او ذاك ...
المسلم الذي يضع دائما نصب عينيه ان رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم وتبليغها الى العالمين لم تنته بموته صلوات الله عليه ولا بانتهاء زمن الفتوحات الاسلامية
بل كل منا مطالب بتبليغها الى العالمين بما اوتي له وما قدر له
فتقديم القدوة الحسنة هو وسيلة من وسائل التبليغ وقد يكون اثره حاليا اقوى من أثر الكلمة ... فحبذا لو نبدأ من هنا ومن أنفسنا أولا !
تعليق