استطاع مواطن أمريكي عاشق للنبات والزراعة المنزلية أن يحتفظ بحديقة زجاجية في أحسن وضع لخمسين سنة
دون أن يتأثر النبات أو يموت ... أو يطول اكثر من القدر المتاح له داخل الزجاجة
والأغرب من هذا كله انه كما يقول لم يقم بسقايتها في غضون الخمسين سنة الا مرة واحدة !
تحتوي الحديقة الزجاجية على أحد أنواع نبات التراديسكانتيا "Tradescantia" ؛ والنبات كما يبدو من خلال الزجاجة نبات زاحف غير مزهر تمت زراعة بذوره داخل الحديقة الزجاجية سنة 1960
استطاع النبات طوال هذه السنوات الطويلة من خلال وضعه في مكان يتعرض جزئيا للشمس ان يتأقلم مع وضعيته ومع الظروف الطبيعية المتوفرة له داخل الزجاجة
ويقوم بخلق الأوكسيجين اللازم له للنمو عن طريق الالكترونات المستمدة من الرطوبة الموجودة بالزجاجة والتي تقوم بالتفاعلات الكيميائية اللازمة من أجل تحويل ثاني أوكسيد الكربون الى هيدرات الكربون ؛ ومن ثم طرح الأوكسيجين
ومقدار الرطوبة القليل الذي ينتج من خلال تكاثف الهواء داخل الزجاجة أصبح هو المصدر الوحيد للنبتة من الري
بينما بعض الاوراق المتعفنة والتي تستقر في قعر الزجاجة تنتج ثاني أوكسيد الكربون والذي يعتبر ضروريا لعملية التمثيل الضوئي ولامداد النبتة بالعناصر الغذائية اللازمة لنموها
يقول "David Latimer" صاحب الحديقة الزجاجية المعمرة انه يتذكر بأن آخر مرة قام فيها بسقاية النبتة كانت منذ سنة 1972 حين كان ريتشارد نيكسون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية !
يبقى موضوع الحدائق الزجاجية بنظري موضوعا مثيرا حقا ، وقد تنكشف مع حكاية هذه الحديقة الزجاجية المعمرة الكثير من الحقائق التي لا نعرفها بعد عن النبات وعن قدراته وطاقاته التي تتكيف وتتغاير حسب الظروف التي تحيط به
****************************************
تعليق