قمت قبل أيام بزيارة الى غابة مدينة الدار البيضاء بعد أن أطال فصل الشتاء المكوث هذه السنة وبتنا نترقب بشوق ولهفة متى يعتدل الجو وتتوقف الأمطار ويصفو وجه السماء حتى نخرج في نزهة الى الغابة كعادة الناس دوما عند حلول فصل الربيع
ظللت اتابع نشرات التوقعات الجوية الى أن جاءت البشرى أخيرا بأن يوم الأحد سوف يكون يوما بدون أمطار، لكن الشمس لا زلت تضن علينا بأشعتها الذهبية الدافئة
ورغم ذلك قررنا اغتنام الفرصة والخروج الى أحضان الطبيعة نستمتع بجمال الأرض والتربة والأشجار، وقد بدلت الدنيا ثوبا غير ثوبها، ونفضت عنها حلة الشتاء البنية القاتمة ، وازدانت بخضرتها ونضرتها وتعطرت بأريج الربيع وأزاهيره الملونة العطرة
أترككم مع هذه الصور المختارة آملة أن تنال استحسانكم ، وكل ربيع وأنتم بخير وعافية ونعمة من الرحمان عز وجل
أشجار الصنوبر هاته هي من فصيلة الصنوبر الكناري "Pinus canariensis"
الذي يتواجد في بعض مناطق شمال افريقيا وبغابات جزر الكناري او الجزر الخالدات القريبة من السواحل الجنوبية المغربية
يمتاز هذا النوع من الصنوبر بشدة مقاومته للحرائق بفضل سماكة واتساع قشرة الجذع او اللحاء وغناها بالنسغ
هذه المرة حاولت الوصول الى بعض المناطق البعيدة في الغابة وتوغلت في مكان لم أجد فيه سوى مجموعات كبيرة جدا من الطيور البيضاء الكبيرة التي ظلت تحلق فوقنا وهي تصدر أصواتا تشبه نعيق الغراب وكأنها منزعجة من اقتحامنا لمملكتها الآمنة
ولكثرة أعدادها فانك ستفاجأ بأن الأعشاب والنباتات والأشجار وكل شئ حولك مجلل باللون الأبيض ـ كما تشاهدون في الصور ـ والذي مصدره زرقها و قشور بيضها المكسر الذي يسقط من أعشاشها !
المكان أثار فضولي بالتوغل أكثر، لكن ما كان يتساقط علينا كالمطر من الأعلى جعلني اعود أدراجي
ومع أزوف موعد الرجوع الى البيت قرر الأطفال الاختباء مني في هذه الخميلة
لكن اللحظات الجميلة دائما ما تنقضي بسرعة ويكون لانقضائها حزن وكدر ... ودموع طبعا
تعليق