سماد الفحم الحيوي او "البيوشار" هو من أقدم أنواع التسميد الأخضر الطبيعي الذي مارسه الإنسان في نشاطه الزراعي
اشتهرت به قبائل وشعوب منطقة حوض الأمازون حيث أثبتت الدراسات التي أجريت من طرف علماء الآثار والبيئة والتربة أن سكان أمريكا الأصليين قبل اكتشاف القارة الأمريكية بسنين عدة كانوا يضيفونه الى أراضيهم كسماد طبيعي يساعد على تحسين خواص التربة وامدادها بالغذاء
الفحم الحيوي هو المادة الناتجة عن حرق المخلفات العضوية النباتية في وسط يفتقر الى الهواء و تحت ضغط منخفض من الأوكسيجين
وكانت الطريقة التقليدية التي تتبعها شعوب أمريكا اللاتينية لصنع الفحم الحيوي هي جمع مخلفات المحصول الزراعي بما في ذلك الأوراق وسيقان النباتات والجذوع الخشبية وقشور بعض انواع الحبوب وربما حتى بعض نباتات المروج والبحيرات التي تنمو بشكل عشوائي ... يجمع كل هذا و توقد فيه النار ثم يطمر بالتراب ويظل يحترق ببطء الى ان تتحلل جميع المكونات وتصبح عبارة عن مسحوق أسود او شظايا صغيرة تسمد به الأراضي والمزروعات
وللفحم الحيوي منافع عديدة للتربة تكمن إجمالا في تحسين خواصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية
فهو يساعد على تهوية التربة ويسهل من عملية امتصاصها للماء ، و يساعدها على تثبيت وتخزين العناصر الغذائية في الجذور
كما يلعب دورا في جذب بعض الأحياء الدقيقة التي لها دور هام تحقيق التوازن داخل التربة واخصابها عن طريق تحويل النيتروجين الى مركبات نيتروجينية يستخدمها النبات في تكوين البروتين
يمد التربة بالكربون او يساعدها على تثبيت مخزونها منه مما يفعل النشاط الميكروبي عميقا داخل التربة وبالتالي تحسين دور النيتروجين كما أوضحنا قبل قليل
هذا مع ميزة لا توجد بأي أرض زراعية أخرى بالعالم الا في منطقة الأمازون وهي وجود أقل نسبة من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون مع وجود أعلى نسبة نشاط ميكروبي
الفحم الحيوي يصنع حاليا بالطرق الحديثة في عدد من دول العالم ويعتبر من بين أفضل أنواع السماد الأخضر ، اضافة الى توفيره الحل المثالي لمشكلة القمامة التي تهدد البيئة بمخاطرها المتعددة
فالعديد من الدول الآن أصبحت تتخلص من نفاياتها عن طرق تحويلها الى فحم حيوي يتم استغلاله زراعيا
وما ينتج من غازات وانبعاثات يستغل في انتاج الطاقة الحرارية لتوليد الكهرباء
http://www.biochar-international.org/
تعليق