الكثير من الكائنات الحية وخاصة في مملكة الحيوانات تتميز بالظاهرة الطبيعية التي تعرف بــ التلألؤ البيولوجي اوالحيوي أو الضياء البارد
وهي حين تكون أجسام هذه الكائنات لها قدرة على التوهج والإضاءة في الظلام بفضل تفاعل كيميائي في أجسامها سببه تحول مادة اللوسيفيرين عند اتحادها مع الأوكسيجين الى ما يسمى بالاوكسيلوسيفيرين المضيئة ...
تسمى هذه الظاهرة الطبيعية بالانجليزية "Bioluminescence" ، و توجد كما نعرف جميعا عند بعض أنواع الحشرات و الديدان والكثير من المخلوقات البحرية وكذا بعض انواع الفطر كما رأينا من قبل هنا بالمنتدى ...
وقد حاول العلماء استغلالها في انتاج حيوانات مضيئة مثل القطط والخراف بعد أن قاموا بأخذ الجينات المسؤولة عن ظاهرة التلألؤ البيولوجي من أجسام بعض الديدان واليراعات المضيئة وزرعها في اجسام هذه الحيوانات التي اصبحت حيوانات متوهجة تضئ ليلا عند انعدام الإنارة
والغرض من هذه التجارب المثيرة كما يقولون هو البحث في امكانية علاج بعض الأمراض مثل السيدا وداء السكري ...
الا أنه ومنذ فترة اتجه اهتمام العلماء أيضا الى عالم النباتات و الأشجار ؛ فقاموا من خلال برمجيات خاصة بالكشف عن مراحل تكون الإنزيمات المسؤولة عن الظاهرة في الحمض النووي للكائنات الحية المضيئة
ومن خلال هذه الإنزيمات تمكنوا من انتاج خلايا وراثية تحمل خاصية التلألؤ البيولوجي ، وقاموا بغمرها في سائل بكتيري قادر على ايصال هذه الجينات الى الحمض النووي للنباتات قيد التجربة
التجربة تكللت بالنجاح وها هي هذه النبتة كما ترون بالصورة تكتسب صفة التلألؤ البيولوجي
ومن يدري فربما قريبا نسمع عن شجرة او نخلة باسقة تتلألأ بالضياء والوهج في شوارعنا وتغنينا عن الإضاءة الصناعية !
تجدر الإشارة الى ان هذه التجربة ما هي الا تكملة لأبحاث وتجارب أخرى سبقتها كانت سنة 1986 حيث انتجت اول نبتة تبغ معدلة وراثيا تحمل خاصية التلألؤ البيولوجي ...
ومن يومها والأبحاث مستمرة في هذا الشأن والغرض منها تعويض الإنارة الصناعية بهذه النباتات المتوهجة حفاظا على الطاقة التي تنضب مصادرها يوما بعد يوم
***********************************************
http://www.maxisciences.com/biolumin..._art29481.html
تعليق