تقع بحيرة النطرون ذات المياه القلوية المالحة شمال تنزانيا بمحاذاة الحدود الكينية
وتمتاز مياهها التي لا يتعدى عمقها ثلاثة أمتار بتركيبة كيميائية معقدة جدا مكونها الأساسي نسبة عالية من المعادن القلوية
مصدرها بعض الينابيع الساخنة التي تصب فيها على مدار السنة ، وكذا قربها من أحد البراكين النشطة الغنية حـممـه بكربونات الصوديوم
وبسبب عدم عمقها الذي لا يتجاوز الثلاثة أمتار كما أشرنا فإن نسبة التبخر تكون عالية جدا مما يتسبب في ترسب هذه المعادن التي تتفاعل مع كل المكونات الطبيعية المتوفرة من ماء و أكسيجين وغازات مختلفة
لينتج عن كل هذا مياه بها أعلى نسبة من الملوحة والقلوية التي تصل الى 10 ph ؛هذا عدا عن ارتفاع درجة حرارتها التي قد تتجاوز 60 °C في بعض أشهر السنة !
وبالرغم من كل هذا فان البحيرة تعد موئلا لبعض الكائنات الحية الدقيقة وكذا بعض أنواع الحيوانات من اسماك وطيور والتي تستطيع ان تتكيف مع هذه الظروف الطبيعية غير العادية
لكن حيوانات أخرى غير مكيفة لمثل هذا المحيط الطبيعي تكون ضحية هذه المياه السامة
إذ يغريها تلألؤ صفحة المياه حين تنعكس عليها أشعة الشمس ، فتلقى حتفها بمجرد اقترابها منها !
ليس هذا فحسب بل أنها تتحول الى تماثيل متحجرة بسب التشبع من المحتوى الملحي وارتفاع نسبة بيكربونات الصوديوم وكأنها عملية تحنيط تكفلت بها عوامل طبيعية بحتة !
هذه الصور التقطتها عدسة المصور الانجليزي "Nick Brandt" المشهور بابحاثه الاستكشافية في القارة الافريقية
وهي تبين كيف تحولت مجموعة من الحيوانات الى ما يشبه منحوتات حجرية متصلبة بسبب غطسها في مياه البحيرة المشبعة بملح النطرون
الحيوانات النافقة تتنوع ما بين طيور النحام و طيور جارحة و خفافيش ...
جدير بالذكر ان وضعية الحيوانات بهذه الصور ليست عفوية
وانما بتدخل من صاحب الصـور الذي وضعها على هذه الهيئة كي تكون أكثر تأثيرا في مشاعر المُشاهد !
http://www.newscientist.com/article/...l#.Uk_u4NLXjjv
تعليق