انتشر بين الناس نص من نصوص الروايات الاسرائيلية على أنه حديث قدسي ينسبونه الى النبي صلى الله عليه وسلم دون تمحيص ولا تدقيق
والصواب هو كما أجمع على ذلك العلماء ان هذا النص لا يعدو كونه احدى الروايات الاسرائيلية التي تناقلتها كتب التفسير والتي لا يوجد حرج من التحديث بها على سبيل الاستئناس بما فيها من موعظة وعبرة
لكن بشرط عدم نسبتها باطلا الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يرد ما يثبت ذلك في جميع مصادر السنة النبوية الشريفة و دواوينها
والنص هو كالتالي : { يا ابن آدم لا تخف من ذي سلطان ما دام سلطاني باقياً وسلطاني لا يزول أبداً ، يا ابن آدم لا تخش من ضيق رزق ما دامت خزائني مملوءة وخزائني لا تنفذ أبداً ، يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني وإن فتني فتك وفاتك الخير كله ، يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقاً فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت لك قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموماً ، يا ابن آدم خلقت السموات السبع والأرضين السبع ولم أعيَ بخلقهنّ أَفيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب ! يا ابن آدم إنه لم أنسَ من عصاني فكيف من أطاعني وأنا رب رحيم وعلى كل شيْ قدير ! يا ابن آدم لا تسألني رزق غدٍ كما لم أطلب منك عمل غد ، يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محباً }
وينسب بعض أهل العلم هذا النص الى التوراة ، فقد روي ان كعب الأحبار وجد هذه الكلمات مكتوبة في التوراة فكتبها ...
ويرون انه لا حرج في التحديث بها كما ذكرت قبل قليل خاصة وان معانيها في مجملها لا تتعارض مع روايات حديثية صحيحة
الا ان المحزن في الأمر والمؤسف ان الناس تناقلوا هذه الكلمات على أنها حديث قدسي معتمدين في ذلك على شريط فيديو للشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي رضي الله عنه يروي هذه الكلمات
http://www.youtube.com/watch?v=hP-3XKWyF9I
مع ان الشيخ رحمه الله لم يقل ان هذه الكلمات هي حديث قدسي ولا نسبها الى النبي صلى الله عليه وسلم لان الفيديو مبتور جزئه الاول وقد اقتصر صاحبه على المقطع الذي كان فيه الشيخ يستشهد بالنص المذكور دون ان نعرف كيف قدم له وهل ذكر حقا انه حديث قدسي
وهو ما أستبعده كثيرا واكاد اجزم يقينا انه لم يحدث ، لكون الشيخ الشعراوي رحمه الله كان واحدا من المحققين بعلوم الحديث وبيان الصحيح من الضعيف والمقبول من المردود
تعليق