الجراد من الحشرات التي أباحت الشريعة الإسلامية أكلها واستهلاكها وثبت في صحيح الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي صلى عليه وسلم قد اباح لصحابته أكله كما روى البخاري بسنده الى ابن أبي أوفى : غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستا كنا نأكل معه الجراد
وقد كشف العلم الحديث عن مجموعة من الفوائد والمنافع الغذائية في حشرة الجراد بفضل غناها بنسبة عالية من البروتينات
تصل الى 20.6 غرام في كل 100 غرام متصدرة بذلك جميع الحشرات الأخرى التي تُدوول عند بعض شعوب العالم استهلاكها
هذا طبعا عدا عن نسبة عالية من كل من الحديد والكالسيوم والسكريات والدهنيات ...
مما يجعل منها مكملا او ربما بديلا غذائيا هاما يمد الجسم بهذه العناصر الأساسية في التغذية المتوازنة والسليمة
لأجل هذا عكف مجموعة من الباحثين الشباب باحدى الجامعات الكندية على دراسة كيفية الاستفادة من لحم الجراد ـ ان صح التعبير ـ او كل ما يمكن استخلاصه منه ومن ثم تجفيفه ثم سحقه ليصبح في النهاية دقيقا قابلا للاستهلاك و الحفظ والتخزين كما هو الحال بالنسبة لجميع أنواع الدقيق المعروفة
ويرى أصحاب هذا المشروع الذي سيرى النور قريبا في بعض دول افريقيا وامريكا اللاتينية وآسيا ، انه يمكن ان يكون حلا للتخفيف من حدة المجاعة في الدول الفقيرة التي تعاني من الجفاف ومن ندرة الموارد الطبيعية لكنها تتوفر على مصدر غذائي هام جدا لا يستغل بشكل سليم الا وهو الجراد
سنويا تجتاح مئات و آلاف الأسراب من الجراد بعض المناطق الصحراوية من العالم وتتسبب في كارثة بيئية واقتصادية حقيقية
وتضطر معها الحكومات والجهات المسؤولة الى صرف ميزانية ضخمة للقضاء عليها ، هذا عدا عن الضرر المترتب جراء مكافتحها كيماويا
فلم لا يستفاد من هذه الحشرات بشكل سليم ونكون بذلك قد وفرنا الغذاء لفئات واسعة من الجوعى والمحرومين وبالوقت ذاته تجنبنا ضرر المكافحة الكيماوية الذي يصيب كل مجالات الحياة وعناصرها على وجه الأرض من أنسان ونبات وحيوانات ومياه وهواء ...
من شأن هذا المشروع أيضا ان يشغل عددا من الأيدي العاملة التي ستتكفل باستغلال الجراد في مزارع مهيأة بكل مراحل وأدوات المعالجة اللازمة للحصول على دقيق الجراد الصالح للاستهلاك وصنع الخبز واطعام مليار انسان جائع
تجدر الاشارة الى ان هذا المشروع حاصل على جائزة "Hult" لهذه السنة التي تمنح للمشاريع الاجتماعية الشبابية بمختلف جامعات العالم
والمقدرة بمليار دولار لتمكين أصحابه من تحقيق حلمهم واخراج مشروعهم الى حيز الوجود
هذا عدا عن مدهم بكل سبل المساعدة العلمية عن طريق تخصيص فريق من الخبراء والاستشاريين تتلخص مهمته في متابعة خطوات المشروع الشبابي الناشئ خطوة خطوة حتى ... النهاية
*******************************************
تعليق