منذ القدم، عرف العسل كمادة غذائية ثمينة، وهو على أنواع مختلفة، يختلف كل واحد منها عن الآخر تبعاً لنوع النحل والفصول والطقس ونوعية النباتات والأزهار التي يمتص النحل رحيقها، ويعرف العسل النقي بأنه سائل صافٍ، رائحته عطرية، حلو المذاق، أما الأسمر منه فرائحته غير مقبولة، وبالإمكان خزنه وحفظه في أوعية من البلور أو البروسلين أو الفخار وفي مكان بعيد عن الماء والهواء.
أما من ناحية قيمته الغذائية، فإن العسل يعتبر من الأغذية المنشطة جداً، حيث أن تناول 100 غم منه يمنح الجسم 300 سعرة حرارية، وأن الكيلوغرام منه يعادل في قيمته الغذائية 50 بيضة، أو 5 كغم من الحليب أو 12 كغم من الخضار وما يميزه عن غيره من الأغذية أن مواده السكرية تعتبر سكريات سهلة الهضم ولهذا فأنه يزود الجسم بالطاقة بشكل سريع الهضم والتمثيل في الجسم، ولا يتعب الجهاز الهضمي أو الكبد، وتجدر الإشارة أن الأطباء العرب القدماء استخدموه كغذاء ودواء لكثير من الأمراض، بالإضافة إلى فوائده الجمة للأصحاء.
ومن نتائج التحليل على العسل وجد أنه يحتوي على العناصر الغذائية التالية:
- مواد سكرية.
- مواد بروتينية.
- مجموعة فيتامينات (b1,b2,b5,b6,c).
- عناصر معدنية (حديد، كالسيوم، بوتاسيوم، صوديوم، حديد، مغنيسيوم).
- مواد قطرانية.
- حوامض عضوية.
أما الحالات التي يستخدم فيها العسل كغذاء ودواء فهي:
- غذاء مفيد للطفل الرضيع لكونه يساعد على النمو بصورة جيدة.
- يستخدم لعلاج القروح والجروح والحروق.
- للحفاظ على حيوية البشرة والشعر.
- لكبار السن والضعفاء والذين يقومون بأعمال مجهدة جسمياً ونفسياً وذهنياً.
- يقوي العظام ويعمل على تثبيت نسبة الكوليسترول، لهذا يعتبر غذاءً جيداً لمن هم عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
- يفيد مرضى الجهاز التنفسي.
- ينفع الجهاز الهضمي والكبد.
- يساعد على النوم ويحسن المزاج المتعكر.
وهناك دواء ثمين يطلق عليه اسم (الشهد) وهو غذاء ملكة النحل، ويقصد به الإفراز الغددي الذي تخرجه صغيرات النحل من ريقها ومن غدد منها، وتغذي ملكة النحل ونظراً لخصائصه المتميزة فقد اعتبر الشهد غذاءً ممتازاً مجدداً للحيوية ومحافظاً على الشباب.
وقد أشارت العديد من الدراسات أن هذا الغذاء يفقد قيمته بعد ساعتين من خروجه من الخلية، وعلى ضوء ذلك فقد ابتكر منتجو العسل أساليب متعددة للحفاظ على هذا الدواء الثمين الذي يعالج الضعف والاضطرابات المرتبطة بالتقدم بالعمر. وتجدر الإشارة إلى أن تناول الشهد عن طريق الفم يفقد كثيراً من فاعليته.
أما من ناحية (سم النحل) فإن جميع الدراسات تشير إلى أن سم النحل هو عبارة عن سائل تفرزه النحلة لأجل الدفاع عن نفسها، ويعتبر مفيداً لعلاج الكثير من الأمراض كأمراض المفاصل والأعصاب وغيرها.
على ضوء ما تقدم فإن العسل يستخدم كوصفات علاجية للعديد من الأمراض وهي كثيرة، نستعرض منها ما يلي:
1- لأمراض البرد والانفلونزا، يمزج 100 غم من العسل مع نصف ليمونة مع الحليب الساخن أو الشاي، وبالإمكان تناوله عدة مرات في اليوم.
2- لتنقية البشرة وعلاج حب الشباب، يمزج 50 غم من العسل مع مقدار مماثل من عصير الجزر ويدلك به الوجه يومياً.
3- للبشرة الجافة، يصنع قناع من 40 قرصاً من العسل مع 25 غم من دقيق القمح، وقبل تطبيقه ينظف الوجه بالماء البارد ثم توضع عليه كمادات دافئة لمدة ثلاث دقائق، ويصنع قناع من الشاش بشكل مماثل للوجه وتترك فتحات للعينين والفم والأنف، وينثر المزيج على الشاش ومن ثم يترك فوق الوجه لمدة 20 دقيقة ثم توضع عليه كمادات دافئة بعدها يغسل بالماء البارد.
4- لعلاج القرحة والتهابات المعدة، حيث يفضل تناول كأس من الماء المغلي أو الحليب الذي يذاب به 30 غم من العسل قبل الطعام بساعة، ويمكن تناوله ثلاث مرات في اليوم لمدة شهرين.
5- مكافحة الأرق واضطرابات النوم، ينصح بتناول كأس من الماء الفاتر المحلى قليلاً بالعسل قبل موعد النوم حيث يساعد على الاسترخاء والخلود للنوم.
6- للتخلص من الإدمان الكحولي، ينصح بتناول العسل كل صباح.
وعلى ضوء ما تقدم فإن العسل بشكل عام يعتبر غذاء مقوياً للجسم، ودواء فعالاً لعلاج الكثير من الأمراض والاضطرابات، وينصح للصحيح والعليل بتناوله بأمان كونه يحافظ على الصحة والحيوية والجمال.