تثبيت الكثبان الرملية
تهدد الرمال الأراضي الزراعية بتزايد كمية الترب المنقولة بالرياح, وما توضع الرمال وانتقالها سوى الأثر الميكانيكي الضار بالأجزاء النباتية. ويكافح زحف الرمال في واحات النخيل حيث هجرة الرمال تعد من الأمور الواجب مكافحتها, تكافح بالطرق التقليدية, وفي الدول العربية عدة طرق منها إنشاء حبكة من سعف النخيل في قمة كثيب اخذ بالتشكل على حدود الواحة, توقف هذه الحبكة الرمال وتسمح بنفاذ الهواء, فإذا غمرت هذه الحبكة أقيمت حبكة أخرى ويظل الكثيب يرتفع إلى أن يصل إلى التوازن على علو من 10 إلى 15م وتعتبر هذه الطريقة ناجحة في حالات وقف زحف الرمال. تستعمل بعض الأقطار لوقف الرمال ألواحاً أسمنتية ليفية مثقبة تغرس عامودياً, فتسمح بمرور الهواء وتمنع مرور الرمال, وبالإضافة لكونها سهلة الإنشاء فأنها قابلة لإعادة الاستعمال مرة أخرى. غير أنها أكثر كلفة من حبكات النخيل كما يمكن لقسم من الرمال أن يقذف فوق الحاجز بسبب دوامات الهواء التي يسببها صلابة الألواح. ولتجاوز هذا العيب يمكن استخدام أقمشة من النايلون المثقب بثقوب ( تحقق نسبة 50% نفاذية أفضل ) تشد إلى الأرض بأوتاد , وإذا ما زادت كتلة الرمال المتحركة يحاط الكثيب من أركانه الأربع بسياج من سعف النخيل أو ألواح أسمنتية ليفية أو قماش من النايلون على شكل أشرطة متوازية أو مربعات تغرس فيها جوانب تحقق الارتفاع الآلي الصرف.إن شدة تعرق هذه الجوانب وارتطامها بالرمال وتعرضها للرعي يجعلها بطيئة النمو ولا تلبي الحاجة الملحة إلى تثبيت الكثبان الرملية بسرعة.من الطرق المتبعة تثبيت الكثبان الرملية عن طريق تثبيت الطبقات السطحية برشها بمنتجات نفطية أو بمستحلبات مواد بلاستيكية, ولكن سرعان ما تنتشر الرمال فوق هذه الكثبان إذا لم يتم السيطرة على مصادرها, والوسيلة الناجعة لتثبيت الكثبان الرملية هي رصفها بالحجارة أو بقوالب أسمنتية فإذا ما تسربت الرياح بين هذه الأحجار حملت معها الرمال الخفيفة وضمر الكثيب الذي يثبت على المدى الطويل بزراعته بكساء نباتي وقد استعملت هذه الطريقة في منطقة العيون بالمغرب بيد أنها مرتفعة الكلفة لاسيما في المناطق التي لا تتوافر فيها الحجارة, وفي شروط جافة وتسارع انتقال الكثبان يتم استهلاك كمية كبيرة من الأشجار دونما جدوى ملحوظة في إعاقة تقدم الكثيب.
طريقة التثبيت البيولوجي:
تسبق عادة عملية التثبيت البيولوجي عملية التثبيت الميكانيكي ويعتبر التثبيت الميكانيكي مرحلة ضرورية لنجاح عملية الزراعة والتشجير فوق سطحالرمال المتحركة أو أنها تمهد مرحلة التثبيت البيولوجي, والتثبيت البيولوجي تثبيت دائم يعتمد علىإقامة غطاء شجري أو شجيري فوق الكثبان الرملية حيث تعمل الجذور على تماسك حبيباتالرمال وتساعد على بناء قوام التربة الرملية.
ويعتبر التشجير من انجح الطرق في تثبيت الكثبان الرملية وذلك للخصائصالتالية:
لها صفة الاستدامة، وتحسين خصائص التربة وتحسين خصوبتها بزيادة المادة العضوية، وتحسين الظروف البيئية، كما توفر المراعى والأخشاب وتسهم في إيجاد أماكن للنزهة والترفيةوتزرع في مسافات بين الأشجار 4 / 4 متر، كذلك يتم عمل جور إلى عمقيتراوح بين 40 - 50سم
تثبيت الزحف الصحراوي بزراعة أشجار الغاف:
تعتبر الطريقة الأكثر نجاعاً في تثبيت الكثبان الرملية الصحراوية, هي الطريقة التي تحقق وفي وقت واحد التشجير وإعادة تثبيت الرمال. حيث نفذت هذه الطريقة في موريتانيا علم 1993م, فتم زراعة أشجار الغاف (Prosopis ssp ) الفتية وأحيطت باسطوانات شبكية ارتفاعها 1.5م وأحيطت هذه الاسطوانات بقماش من النايلون لحفظ رطوبة الهواء وحماية الغراس من شدة التبخر وارتطام الرمال ورعي الماشية, ودفن تحت كل غرسة خزان مائي يتسع إلى عشرة لترات مكون من ست عبوات بلاستيكية سعة الواحدة 1.5لتر تقريباً وعليه فإنه يرشح في كل رية عشرة لترات من الماء مشكلة عاموداً رطباً منشطاً لنمو الجذور في اتجاه الماء المتبقي تحت التربة وهكذا يتسارع نمو الأشجار إلى 2.5متر خلال ستة أشهر مقابل 0.75متر في الحالة العادية وتصبح الشجرة مستقلة بعد عام من السقاية. وهنالك نوعين يزرعان بدول الخليج هما الغاف البري أو ما يعرف بالغاف الإماراتي cineraria (L) Druce Prosopis , والغاف العادي juliflora , D.C Prosopis
طريقة الزراعة:
ترتب الأشجار على صفين متوازيين ومتعامدين مع اتجاه الرياح السائدة ويتم في السنة الأولى زراعة صفين من الأشجار ثم يلحق بهما صف أخر كل عام يوجه باتجاه مضاد لاتجاه الرياح السائدة. ينشر في السنة الأولى بين اسطوانات النسق الأول قماش مثقب من النايلون لصد الرياح المحملة بالرمال ارتفاعه 0.5متر وينشر قماش ثان وثالث كلما غمر القماش السابق بالرمال وهكذا تحاط الأشجار خلال سنة بكثيب ارتفاعه 1.5متر, كما تثبت أشجار النسق الثاني وتصبح قادرة على الإمساك مباشرة بقماش لصد الرياح, وبعدها يتم استعمال اسطوانة الشبك المعدني لزراعة النسق الثالث وهكذا إذا ما تكررت العملية خلال عدة سنوات ارتفعت التربة 1.5متر على السطوح المغطاة بالأشجار. تمتاز هذه الطريقة بقلة الكلفة وبإمكانية تطبيقها من قبل السكان المحليين حتى إذا كانت مواردهم المادية محدودة.
أهم الأنواع الشجرية المستخدمة في تثبيت الكثبان الرملية:
الأكاسيا ساليجنا : saligna Acacia
1. شجرة سريعة النمو. تتحمل الجفاف والملوحة.
2. أوراق المحصول علف جيد- سواء كانت التغذية عليها بحالة خضراء أو جافة.
3. تثبيت الكثبان الرملية وتثبيت النيتروجين.
4. مصدر جيد للحصول على التانينات .
5. تستعمل كمصدات رياح.
6. خشب جيد كوقود.
الطرفة أو الأثل Tamarex Sp
1. شجرة مستديمة الخضرة سريعة النمو تتحمل الجفاف .
2. تتحمل ملوحة التربة وارتفاع مستوى الماء الأرضي.
3. الأورام يتم جمعها وتسويقها وذلك لمحتواها العالي منالتانينات.
4. الخشب صلد متين يستعمل في عمل عجلات العربات - خشب حريق-كذلك في صناعة الأثاث .
الرغل: Atriplex sp
يزرع بغرض جمع الأملاح وبهذا يستخدم في إصلاحا للأراضي الملحية بحيث تستغل فيالإنتاج الزراعي. والرغل معروف بقيمته كمحصول علف في المناطق التي تتعرض إلىصيف جاف
الميزات العامة للرغل:
المقدرة على إنتاج المادة الغذائية خلال فترة الصيف عالية وهي ذات احتياجات المائية منخفضة وتتحمل الملوحة بدرجة عالية، وجذورها تتعمق وتنتشر إلى مسافات بعيدة مما يمكنها من استعمال الرطوبة تحت التربة، وتحتوي على بروتين وحمض الفوسفور وهو يعتبر مصدر جيد من مصادر التغذية.
الأهمية البيئية والاقتصادية لتشجير الكثبان الرملية :
تعتبر عمليات تثبيت وتشجير الكثبان الرملية من أهم العوامل التي تحافظ علىالتوازن البيئي في المناطق الجافة والشبه جافة وشديدة الجفاف وتساعد على استقرارالحياة في هذه المناطق باعتبارها عاملا من العوامل التي تحد من التصحر، وتساهم فيتوفير فرص العمل للمواطنين القاطنين بهذه المناطق وإنتاج الأخشاب للوقود ولبعضالصناعات والأوراق التي يمكن استعمالها كأعلاف للحيوانات مثل أو راق الأكاسياسيانوفيلا وغيرها من الأنواع الرعوية مما يؤدى إلى النمو الاقتصادي والاجتماعي بهذهالمناطق بصفه عامة.
النتائج التي يمكن تحقيقها من عمليات تثبيت الكثبان الرملية :
أولا: الأهمية البيئية:إن تثبيت الرمال تثبيتا ( ميكانيكيا أو كيماويا) يؤدى إلى استقرار سطح الرمالوتوفر الرطوبة الأرضية ويجعل من الرمال وسطا ملائما لنمو الأشجار التي تزرع بعدالتثبيت مباشرة وكذلك لإنبات ونم والنباتات الحولية والمعمرة الأمر الذي يؤدى إلىالتطور البيئي وتتحسن خواص التربة بفضل المواد العضوية الناتجة عن تراكم الأوراقوالأغصان المتساقطة من الأشجار والنباتات بالإضافة إلى ذلك توفر عنصر الآزوت الذييتم تثبيته في التربة بواسطة بكتريا الريزوبيوم التي تكون عقدا على جذور البقولياتكالاكاسيا وغيرها، ويصبح المكان ملجأ ومأوى للحيوانات البرية الذي تجد فيه مناخا لحمياتها وتكاثرهاووسيلة هامة لمكافحة التصحر.
ثانيا: الأهمية الاقتصادية: إن عملية تثبيت الكثبان الرملية عملية علاجية لتفادي تشكل العواصف الترابية وإيقاف زحف الرمال ومع ذلك تعتبر عملية إنتاجية على صعيد إنتاج الأعلاف وتحسين المراعي وحماية المناطق الزراعية ومع زيادة المساحة المزروعة ونمو الأشجار إلى حجم معين يمكن القول أننا حصلنا على متنزه بيئي ومكان للاستجمام في قلب الصحراء التي كانت موحشة وبالتالي تعم الفائدة ناهيك عن التقليل من العواصف الترابية وبالتالي التقليل من كثير من المعالجات العامة والخاصة للتخلص من الرمال الناتجة عن هذه العواصف, وتأثيرها على الصحة العامة, ويمكن أن نجمل الفوائد الناتجة عن تثبيت الكثبان الرملية بالطريقة البيولوجية بما يلي:
توفير مناطق رعوية أومصادرأعلاف تكميلية،إنتاج الأخشاب(للوقود والصناعات) ذات القيمة الاقتصادية،المساهمة في رفع المعدلات الإنتاجية للمناطق الزراعية التي تتم حمايتها منالرياح والرمال،الحد من تدهور مناطق إنتاجية جديدة من أثر حركة الرمال الزاحفة ويجب التركيزعلى ضرورة بناء سياسة مستديمة في تشجير الكثبان الرملية واختيار الأنواع المتعددةالأغراض، توفير تكاليف البحث عن مناطق زراعية جديدة واستصلحها من خلال حماية المناطق الزراعية القائمة، تقليل تكاليف الإصلاح والصيانة العامة للأضرار الناتجة عن العواصف الترابية, والتكاليف المترتبة على معالجة المشاكل الصحية الناتجة عن هذه العواصف، زيادة المساحة الخضراء وما إلى ذلك من تغير بالبيئة المحيطة بالموقع من تلطيف للجو وتقليل درجة الحرارة الموضعية, وبالتالي إيجاد أماكن للتنزه والترفيه.