واحدة من أجمل المدن الجبلية الصغيرة بشمال المغرب وهي مدينة عريقة ضاربة جذورها في القدم إذ يعود تأسيسها الى سنة 1471م عندما طرد المسلمون من بلاد الأندلس فهاجرت الكثير من العائلات الأندلسية الى بعض مدن المغرب القديمة واستقرت بها وأنشأت أيضا مدنا جديدة منها مدينة شفشاون
ويقال انها بنيت على أنقاض مدينة رومانية قديمة ويشهد بذلك وجود بعض المآثر الرومانية الأثرية بها ...
تسمية المدينة الغريبة بعض الشئ لها أصول بربرية وقد اختلف المؤرخون في معناها الا ان الراجح انها تعني قرون الجبال
و هذا يعود الى موقع المدينة التي تتوسطها الجبال الشامخة الخضراء من كل حدب وصوب
وأينما توجهت اذا زرت المدينة سيكون بامكانك مشاهدة هذه الجبال العالية تحيط بالمدينة وكأنها لؤلؤة زرقاء
اما عن لقبها المدينة الزرقاء فهو يعود الى اللون الأزرق السماوي المخضب بالأبيض والذي يكسو كل مباني المدينة وخاصة الأحياء الأندلسية القديمة والتي لا تزال كما كانت منذ قرون ببساطة مساكنها وزرقة جدرانها وضيق دروبها ونظافة أرجائها ...
تحتضن المدينة عددا من المعالم التاريخية القديمة وخاصة المساجد التي بناها الفاتحون الأول مثل مسجد موسى بن نصير ومسجد طارق بن زياد
واشهر مسجد بالمدينة هو المسجد الأعظم الذي شيد حوالي سنة 960 هجرية على يد حاكمها آنذاك الشريف سيدي محمد بن راشد العلمي الحسني الادريسي
يعتز سكان مدينة شفشاون بهذه المعالم التاريخية ايما اعتزاز ويحاولون ان يحافظوا عليها من العصرنة العمرانية
وقد ساعد على هذا طابع البساطة والتواضع الذي يغلب على طريقة عيش الساكنة وكذا بعض الانغلاق والتقوقع الذي يوسم به الشفشاونيون
أضف الى هذا خلــو المدينة من الأنشطة الاقتصادية والصناعية الكبيرة ما عدا على نطاق محدود جدا
فبقيت المدينة متمسكة بكل معالمها الحضارية القديمة من عادات وتقاليد اجتماعية عريقة وفنون وموسيقيى وعمران ولباس ...
ولعل اول ما يلفت انتباه الزائر وهو يتجول في أزقة المدينة القديمة بشفشاون هو حرص السكان على نظافة المساكن وصباغة جدرانها الخارجية والداخلية باللون الأزرق والأبيض بمادة الجير الطبيعية
فهم لا يستعملون ابدا الطلاء الصناعي وذلك اللون الأزرق ما هو الا نتاج لخلط مادة الجير مع صباغ النيلة المستخرج من نبات الوسمة
ساعد الموقع الجغرافي المتميز لمدينة شفشاون على جعلها احدى اهم عواصم السياحة الجبلية بالمغرب فهي تتوفر على مناظر طبيعية خلابة بكل ما في الكلمة من معنى
بجبالها الشاهقة وغاباتها الخضراء وبحيرات وشلالات وعيون يتدفق منها ماء أبرد ما يكون في فصل الصيف لدرجة سوف تذهلك حقا!
مناخها جبلي متوسطي ممطر بارد شتاء مع تساقطات ثلجية كثيفة وامطار قد يصل معدلها السنوي الى 2000 ميلمتر
معتدل صيفا خاصة في المرتفعات وفي ضواحي المدينة وقد تفاجئك أحيانا وانت على قمة الجبل امطار في أشد أشهر السنة حرارة !
أنصح كل من يزور مدينة شفشاون ويقصد المناطق والمرتفعات الجبلية ان يكون مستعدا لذلك بلباس وحذاء رياضيين كون تضاريس المنطقة وعرة متعرجة و لن يكون من السهل التجول فيها بالملابس العادية
اترككم مع بعض الصور المنتقاة لضواحي وطبيعة مدينة شفشاون راجية المولى ان يرزقكم جنان الفردوس وينعم عليكم بجمال الدنيا والآخرة
تعليق