اكتسب نبات الكاميليا صيته الذائع بين مجموعة النباتات المزهرة بفضل أحد أنواعه الذي تعتبر اوراقه أساس أشهر مشروب شعبي على الإطلاق في العالم ككل ؛ ألا وهو مشروب الشاي الشائع والذي لا يكاد يخلو منه بيت
ينتمي جنس الكاميليا الى فصيلة الشاي أو العائلة النباتية الثياسية "Theaceae"
ويضم الجنس حوالي 250 نوعا من النباتات أغلبها أشجار او شجيرات مزهرة دائمة الخضرة
موطنها الأصلي منطقة شرق وجنوب شرق آسيا امتدادا من سلسلة جبال الهيمالايا حتى اليابان ثم اندونيسيا ...
ويعود أصل تسمية جنس الكاميليا "Camellia" الى عالم النبات التشيكي "Georges Joseph Kamel" المختص في دراسة الغطاء النباتي بمنطقة جنوب شرق آسيا ؛ إذ حمل النبات اسمه تكريما له وتخليدا لذكراه
اما التوصيف الأول للنبات واستقدامه الى اوروبا فقد كان على يد الطبيب الألماني "Engelbert Kaempfer"
تعتبر الكاميليا واحدة من أجمل النباتات الشجيرية المزهرة الدائمة الخضرة
تتنوع استخداماتها ومجالات استغلالها من طرف الانسان ما بين استهلاكية علاجية وجمالية وتزيينية ...
أشهر انواعها هو "Camellia sinensis"
وهو الذي تستغل أوراقه في صناعة الشاي المعروف لدينا بجميع انواعه سواء الأخضر او الأسود او الأصفر ...
فما يختلف بين جميع أنواع الشاي هو طريقة معالجة ومعاملة الاوراق وذلك بغية الوصول الى مستويات مختلفة من الأكسدة والتفاعلات الكيميائية
مما ينتج عنه في النهاية انواع مختلفة من الشاي لكنها تعود كلها الى أصل ونوع واحد وهو "Camellia sinensis"
كذلك نجد من بين أشهر انواعها "Camellia oleifera"
والذي يستخدم في صناعة الزيت المعروف باسم زيت شجرة الشاي
و تستغل هنا بذور النبات هنا وليس الأوراق كما هو الشأن بالنسبة للنوع السالف الذكر
وهو معروف بخصائص علاجية متعددة كما يدخل في صناعة الصابون والنسيج ...
اما الانواع الأكثر رواجا في مجال تزيين الحدائق فيأتي على رأسها "Camellia japonica"
والتي تسمى بوردة الشتاء "Rose of winter"
وهي من أجمل الشجيرات الزهرية التي تجود في فصل الشتاء على الحديقة بالوان ازهارها المشرقة وبغزارتها أيضا
وغالبا ما تكون وردية فاتحة او بيضاء ونادرا حمراء ... تتميز عن النوعين السالفي الذكر بكبر حجمها وكذا تعدد طبقات بتلاتها
ومن الأنواع المشتهرة أيضا في تزيين الحدائق وكذا في صناعة الشاي والزيت Camellia sasanqua
وتسمى أيضا بكاميليا الخريف او كاميليا الميلاد
وهي كما أشرت تستغل اوراقها لصناعة الشاي لكن ليس الشاي المشهور والمعروف لدينا وانما شراب يقل عنه شهرة ويستعمل على نطاق محلي فقط في موطنها الأصلي اليابان حيث يعرف بشاي الجبال
نبات الكاميليا عموما ـ كما تعرفنا في غير موضوع بالمنتدى ـ يمكن تصنيفه كنبات ظل او نصف ظل
واذا زرع داخليا فانه يحتاج الى ضوء ساطع للحصول على إزهار كثيف وغزير
تزدهر زراعته في المناطق المعتدلة فهو حساس امام ارتفاع او انخفاض درجات الحرارة الى مستويات كبيرة
يحبذ التربة التي تحتوي على نسبة متوسطة من الحموضة مع رطوبة معتدلة
وينصح بتجنب تعريض النبتة للجفاف او التيارات الهوائية القوية وكذا بوضع طبقة من القش او لحاء الشجر حوالي الجذع للتخفيف من نسبة التبخر والحفاظ على مستوى معين من رطوبة التربة
كما ويجب التأكد من جودة تصريف مياه الري ، لذلك عند زراعته في الحوض يوصى بوضع طبقة من الحصى او اي شئ يقوم مقامها في القعر مخافة تعفن الجذور
وعند اختيار الحوض يجب التركيز على سعته عرضيا وذلك مراعاة لاتجاه نمو الجذور الذي يتجه أفقيا
يمكن للكاميليا ان تبقى لسنوات عديدة في الحوض محافظة على نضارتها
الكاميليا من الشجيرات البطيئة النمو ولذلك فهي لا تتطلب أي عمليات تقليم الا اذا رغبنا بتشكيلها على هيئة معينة ، ويفضل القيام بذلك عند انتهاء فترة التزهير
يتراوح ارتفاعها حسب انواعها ما بين متر واحد الى 20 مترا وتختلف كذلك مواسم ومواعيد إزهارها لكنها غالبا تزهر في الفترة الممتدة ما بين الربيع الى الشتاء
زهورها عطرة غالبا تتباين الوانها ما بين الأبيض والوردي والأحمر وقد عثر على اللون الأصفر مؤخرا في جنوب الصين والفيتنام ، وهي اما بسيطة او مركبة او شبه مركبة
اوراقها كما سبقت الى ذلك الإشارة دائمة الخضرة
غالبا ما تكون سميكة شمعية لماعة غامقة اللون ومسننة الحواف، شكلها رمحي و تنتظم على الساق بالتناوب
واذا لاحظنا أي تغير في ألوانها فيكون ذلك مرده الى زيادة نسبة الكلور في ماء الري
يتم اكثارالكاميليا بالعقل والبذور المستخرجة من الزهور عند جفافها في نهاية موسم الإزهار
وتجدر الاشارة الى انه يوجد منها حاليا بفضل التهجين بضعة آلاف من كل نوع على حدة و خاصة "Camellia japonica"
لذلك فان بعض هذه الانواع الهجينة منها ما قد يكون صالحا للزراعة بالمناطق الحارة شرط التظليل الكامل او الجزئي
********************************************
http://www.jardiner-malin.fr/fiche/camelia-arbuste.html
تعليق