في انتظار أن يفتح قسم الخيمة الرمضانية من طرف الإدارة أضع هذا الموضوع بين أيديكم هنا
بما أننا نستقبل شهرا عظيما سن الله فيه واحدة من أهم الفرائض في حياة المسلم تتجدد سنويا ارتأيت ان نتعرف على هذه الفريضة من باب آخر ومن وجهة أخرى
الأ وهي الحكمة من وراء تشريع الصوم وكذا من تخصيص شهر رمضان المبارك بهذه الفريضة وبعض التفاصيل الأخرى التي سنتعرف عليها بين ثنايا هذا الموضوع ان شاء الله
ان الحكمة من مشروعية الصوم تشمل جوانب كثيرة مختلفة أسهب علماء مقاصد الشريعة الإسلامية في الحديث عنها ؛ و أولها التقوى استدلالا بقول الله عز وجل :
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
فهذا تعليل من الله عز وجل لتشريع الصيام وبيان لفائدته الكبرى وحكمته العليا وهو انه يعد النفس للتقوى بترك شهوات الطبيعة المباحة امتثالا لأمره عز وجل واحتسابا لأجره
فالصوم قهر للنفس وكسر للشهوات لأن النفس اذا شبعت تسعى وراء الشهوات التي أباحها الخالق عز وجل للعباد
واذا جاعت امتنعت عما تهوى
فتكتسب بذلك الصبر على الطاعات والنهوض بها ويصبح الصوم بمثابة وجاء وذريعة للامتناع عن المعاصي ...
ومن حكم الصوم أيضا انه وسيلة الى شكر النعم ؛ فان الكف والامتناع عن الأكل والشرب وسائر النعم الأخرى يجعل الصائم يدرك قيمتها وقدرها في حياته فيحمله ذلك على شكر الخالق الذي أنعم عليه بها و
وهذا ما يصدقه قول الله عز وجل في آيات الصيام : { ولعلكم تشكرون }
والحقيقة ان الحكمة من مشروعية الصيام كثيرة جدا ولا نكاد لها حصرا ... فمنها كذلك اقتضاؤه الرحمة والعطف على المساكين لذوق ألم الجوع فاذا ذاق الانسان ألمه في بعض الأوقات يذكر به من هو ذائقه في جميع الأوقات فيسارع الى رحمته بايصال الإحسان اليه ...
حكمة تخصيص صيام الفرض بشهر رمضان
انما اختص الصيام بشهر رمضان لأن في هذا الشهر المبارك طلعت شمس الشريعة الإسلامية وأشرقت أنوارها وأزالت ظلمات الشرك والضلال
الا وهي شمس القرآن الكريم الذي نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة من أعظم ليالي هذا الشهر
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }
فكان أن كرم الله عز وجل هذا الشهر بهذه الفريضة الجليلة وجعله موسما للغفران والتطهر من الذنوب وخصه بالصيام والقيام وتلاوة القرآن وجعله من أيام إحسانه عز وجل ورحماته على العباد
شرعية كون الصيام يوما كاملا
جعل الصيام يوما كاملا من طلوع الفجر الى غروب الشمس لتحقق الحكمة من الصوم نفسه كما بينا قبل قليل الا وهي حكمة كسر النفس والامتناع عن الشهوات
فان هذه الحكمة لم تكن لتتحقق لو شرع الصيام بضع ساعات من اليوم فقط
وفي ذات الوقت فانه عز وجل لم يزد عن اليوم الوحدلما في ذلك من الحرج والتضييق على العباد وتحميلهم ما لا يطيقون وتجنيبهم التهلكة التي تتعارض واحكام الشريعة الاسلامية كلها دون استثناء
حكمة كونه بالنهار دون الليل
وهي نفس الحكمة السابقة والتي لا تتحقق بآداء الصيام ليلا لانه وقت نوم وراحة قد ألف فيه الانسان ترك الاكل والشرب وسائر الشهوات
فلذلك كانت شرعية الصيام نهارا في غاية الحكمة من الله عز وجل
فاللهم أعنا على آداء هذه الفريضة كما ينبغي وارزقنا صيام هذا الشهر المبارك وقيامه وأجرنا فيه من نيرانك وجد علينا برحماتك وغفرانك
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
كل عام وأنتم بخير وعافية ونعمة
تعليق